المفاهيم الخاطئة تؤدى الى الادمان
المفاهيم الخاطئة تؤدى الى الادمان |
هذه المفاهيم الخاطئة التي يعتنقها البعض وتقوده للإدمان:
أ- الدعوة للحرية، والاعتقاد بأن الإنسان حر في تصرفه بدون قيد وبلا شرط، وأنه يستطيع أن يتمتع بالمخدرات، ومتى شاء أمتنع عنها، ولا يفهم مثل هذا الإنسان أنه فعلًا يستطيع أن يتعاطى المخدرات بكل حريته، ولكن ليس من السهل أن يمتنع عنها. إنما هي عملية في منتهى الصعوبة واحتمالات الفشل فيها أكثر بكثير من احتمالات النجاح.
ب- الاعتقاد بأن تعاطي المخدرات يعتبر نوع من التسلية بهدف الترفيه والانشراح والمرح والترويح والنشوة، ولا سيما بأن المخدرات تنسي الإنسان همومه وآلامه وتمنحه الاسترخاء وتخفف من التوتر والقلق، فيقول أحد المدمنين " المخدر أحيانًا يخلي الواحد مبسوط ويضحك، وساعات يخلي الواحد مش حاسس بحاجة "
والحقيقة أن المخدرات تؤثر على مراكز الحس والتفكير، فيشعر الإنسان بالراحة لكنها راحة زائفة، ويشعر بالسعادة لكنها سعادة وهمية تزول بزوال المؤثر، ويعقبها الحسرة والألم واللوم، ويضيف الإنسان إلى مشاكله مشكلة أصعب بكثير وهي مشكلة الإدمان، فالمشاكل لن تُحَل قط بسيجارة بانجو أو حقنة ماكستون فورت أو جلسة حشيش أو شمة هيروين، ولا يوجد مخدر قط ولا عقار (مادة كيميائية) يهب السعادة الحقيقية للإنسان أو يعطي معنًا جميلًا للحياة.
ج- الاعتقاد بأن التدخين وتعاطي المخدرات يكسب الفتى الرجولة، وهو بهذا يحاكي مشاهير ونجوم الفن، ولذلك قد يجلس الشاب في جلسة تعاطي وهو لم يكن يتعاطى، ولكنه يتظاهر بعكس هذا، فيقول أحدهم " قبل ما أشرب لما أصحابي عزموني على الحشيش عملت نفسي أني باشرب من زمان، علشان يعرفوا أني شريب وراجل ويحترموني، وبقيت بعد كده اشرب "
د- النظرة البطولية للمدمنين وتجار المخدرات، فأحد المدمنين يقول: "الواحد بيشرب البرشام علشان يبقى له وضعه في المنطقة ومش هفية، وعلشان الناس مايقولوش ولد ضعيف وغلبان ويستهدفوه ويشتموه "وأحد تجار المخدرات يقول: "أنا لما جيت منطقة السلام، وعرفوا أني تاجر في المخدرات كان ناقص يبوسوا إيديا، كأن معايا شهادة الكلية "
ه - الجهل بأنواع المخدرات والأضرار الناتجة عنها، حتى أن البعض يعتقد أنها أشجار ونباتات خلقها الله لكي يتمتع الإنسان بها، فيقول أحدهم: "تعاطي المخدرات حرام ما عدا البانجو لأنه مزروع في الأرض وربنا ما يخلقش الحرام "، وتعبر عن هذا الفكر النكتة السائدة بين الحشاشين "اهو لو كان حلال إحنا بنشربه، ولو كان حرام إحنا بنحرقه".
وأيضًا يدخل تحت بند الجهل هو تناول أية أقراص مجهولة، فإحدى الشابات كانت تعاني من صداع لا يحتمل، فأعطتها زميلتها قرصًا فزال الصداع، وتكرر هذا الموقف على مدار عدة أيام، وفي يوم سألت الشابة زميلتها عن القرص السحري الذي يزيل الصداع، فقالت لها زميلتها هناك شيء أفضل وأقوى وهي بودرة للاستنشاق، واستنشقت الفتاة المسكينة، وهي لا تدري أنها تستنشق الهيروين بودرة الموت، وبعد أيام قليلة أدمنتها، وعندما طلبتها من زميلتها قالت لها أن الصنف مرتفع القيمة، فأعطتها كل ما تملك من مال فلم يكف، وأغرتها زميلتها فسقطت في الانحراف الجنسي بهدف الحصول على المال لتشتري الهيروين، وانتهى بها المطاف إلى إنكار الإيمان، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. كل هذا بسبب الجهل، وبسبب عدم الاستغاثة بإحدى صديقاتها المخلصات أو بالأسرة أو بالكنيسة..
و- الاعتقاد بأن المخدر يزيد من الطاقة الجنسية، بينما الحقيقة عكس هذا لأن المخدرات تصيب الإنسان بالضعف أو العجز الجنسي، ولا ننسى فتاة المعادي التي اعتدى عليها ستة ذئاب بشرية من المدمنين ورغم هذا فإنها لم تفقد عذراويتها.
وأيضًا حكى الأستاذ وجيه أبو ذكرى قصة مدرس الرياضيات الذي أغتصب أختين توأمين في الإعدادية (14 سنة) وهو يعطيهما درسًا خصوصيًا بينما كانت الأم الطبيبة والأب المهندس في عملهما، فوضع لهما مادة مخدرة في الشاي، وهجم عليهما كوحش كاسر وتركهما وأنصرف، وعند اكتشاف الجريمة وتم نقلهما إلى المستشفى إتضح أن الفتاتين لم تفقدا عذراويتهما، وعندما فاقا مما كانا فيه سألت رغدة أختها راندا: لما نحن في المستشفى؟
قالت راندا: من الأحلام المزعجة.. لقد كنا نصرخ طول الليل.. كان هناك ثعبان ضخم يقترب منا.. وأنا أصرخ.. أصرخ.. ثم ألتفت حولي.. وأنا أصرخ.. ثم سقطت مغشيًا عليَّ.. واستيقظت.. فوجدت شقيقتي وقد ألتف حولها ثعبان أخر.. وصرخت وسقطت عليها.
فقالت رغدة: لا.. أنا كنت باحلم حلمًا أكثر فزعًا من هذا.. لقد هجم عليَّ مجنون بسكين ورشقه في بطني وصرخت".
وتم القبض على المكوجي وعلى المدرس، وقد أنكر المدرس تمامًا الاتهام، ولكن الضابط حجزهما بالقسم لعرضهما في الغد على النيابة، ولأنه كان قد أهان المدرس كثيرًا فأخرجه من الحجز لكي يبقى في مكتبه إلى الصباح، وبالليل بدأ المدرس يهرش في كل أجزاء جسمه، وأخذ يتوسل للضابط أن يدخله إلى الحجز، فأدرك الضابط الحقيقة وقال له: إن الهيروين لا يوجد في الحجز، ولكنه معي في مكتبي، وأخرج له تذكرة هيروين وحقنة وقال له: إن كنت تشم فسأعطيك هذه التذكرة، وإن كنت تحقن فسأعطيك بنفسي الحقنة، ولكن المدرس أخذ يصرخ ويتأوه ويتلوى ويبكي ويطلب كوبًا من الماء وهو يتصبب عرقًا، فأقترب منه الضابط ومعه تذكرة الهيروين فخطفها المدرس في لمح البصر، ولكن الضابط أنتزعها منه، وطلب منه أن يحكي ما حدث وإلاَّ جاء بهذا الحارس الأسود وتركه يضربه حتى الاعتراف..
اعترف المدرس بأنه سقط فريسة الإدمان على يد تلميذ بليد ابن مليونير، واعترف بجريمته، ولم يعطه الضابط الهيروين، وأرسله للنيابة التي قررت حبسه 45 يومًا على ذمة التحقيق، وفي السجن قطع المدرس شرايين يده بموس حلاقة وظل ينزف حتى مات..
ربما لأنه لم يجد الهيروين، أو ندمًا عما بدر منه، أو إحساسه بالذنب في حق زوجته.. المهم أن هذه هي نهاية الأحلام الوردية التي تزرعها المخدرات في قلب المدمن.
المصدر
صندوق مكافحة وعلاج الإدمان
شباب في دائرة الإدمان - وجيه أبو ذكرى
مستشفى الامل لعلاج الادمان
0 التعليقات:
إرسال تعليق