الأربعاء، 24 يونيو 2015

قصة خالد مع الادمان منذ الصغر

قصة خالد مع الادمان منذ الصغر
قصتي مع الادمان على المخدرات

 في المرحلة الثانوية كان خالد في مدرسة خاصة مرموقة، وللآسف الشديد فإن كثيرًا من هذه المدارس الخاصة تنتشر فيها المخدرات بصورة تفوق الوصف، فمنذ أيام أتت إحدى فتيات ثانوي في مدرسة خاصة بحي راقي بالقاهرة تقول لاحد الاطباء أن في فصلها الدراسي 12 يتعاطون البانجو وثلاثة يتعاطون الهيروين والفصل لا يتعدى 45 طالب وطالبة أي نسبة 30%... من يصدق هذا!!

 أدمن خالد الحشيش وهو في الخامسة عشر من عمره ولم يكتفِ بهذا. بل أن أصحاب السوء قادوه أيضًا إلى المسكرات، فكان يسكر معهم في فترات متقطعة، وفي المرة الواحدة كان يشرب نحو 4/1 لتر من الخمور.. أنهى خالد المرحلة الثانوية وألتحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وازدادت شراهيته للتدخين حتى أنه في سن الثانية والعشرين كان يدخن ما يقرب من علبتين إلى ثلاث علب سجائر يوميًا، ويشرب 8/1 كجم " وايت" (نوع من الخمور) ويتناول الأقراص المهدئة (روهيبنول) رغم أن هذا النوع من الأدوية غير مصرح به طبيًا في مصر، إنما يأتي مهربًا من الخارج وهذا يرفع سعر الشريط (10 أقراص) إلى مائة جنيه، وبعد فترة أخذ يتعاطى "كودين" شراب و"برونكلاز" (لعلاج الكحة)، وفي سن الخامسة والعشرين أنحط إلى مستوى الماكستون فورت (أمبول 12سم تقسم على ثلاثة أيام) وكان يساعد أبيه في إدارة المصنع الذي يقع في منطقة شعبية، فقاده جيران السوء وألقوا به في هوة الهيروين، وبدأ بتذكرتين هيروين في الأسبوع ثم ازدادت الكمية، وتذكرة الهيروين يصل ثمنها إلى نحو أربعين جنيهًا..

 تدهورت الحالة الدراسية، وتدهورت الحالة الصحية أكثر فأكثر وصاحب هذا التدهور انحرافات أخطر وأشر وهي الانحرافات الجنسية بدافع من أصدقاء السوء، وقد غذَّت هذه النيران المشتعلة أموال المصنع التي كانت تحت تصرفه يأخذ منها ما يشاء بدون حساب ولا رقيب، وأباه يظن أن تأخره في الدراسة بسبب انشغاله معه في إدارة المصنع.. ما الداعي لشهادة الليسانس التي لن يعمل بها..؟! أليس أمامه الغد المشرق في ذاك المصنع المضيء؟!

 وظل خالد يتعاطى الهيروين لمدة عام، وكان قد وصل إلى السنة النهائية من الدراسة، وفي شهر أكتوبر سنة 1999 توجه إلى أحد مراكز علاج الإدمان وله من العمر 27 عامًا، ولكنه لم يكن جديًّا في قرار العلاج.. إنها مجرد رغبة في التوقف.. حجز في إحدى المستشفيات لعلاج أعراض الانسحاب، وخرج ليتردد على مركز العلاج لمدة شهرين..

 ثم مات والده وأصبح هو المسئول الأول والأخير عن المصنع وأراد أن يثبت نفسه، ولكن المشكلة أن الأموال التي في يده بلا ضابط جرَّته ثانية إلى الإدمان.

 فأنقطع عن الحضور للمركز وبعد مرور نحو خمسة أشهر أتصل أهله بمركز العلاج وأخبروا الطبيب المعالج أن خالد قد تعاطى جرعة زائدة من الهيروين فأصيب بهبوط حاد، والآن ليس لديه خيار غير العلاج أو الموت..

 حضر خالد برفقة بعض أقربائه مساء السبت إلى مركز العلاج وجلس مع الطبيب المعالج.. لقد تغير كثيرًا فإنه يعاني من الهزال، وصار وجهه شاحبًا، ونقص وزنه بدرجة كبيرة، ولكنه مازال حلو الحديث صاحب شخصية جذابة ومحبوب جدًا.. وتم الاتفاق على بدء العلاج فورًا وبالفعل ذهب لفترة وجيزة .

 وأنصرف خالد من مركز العلاج وهو يصافح الطبيب المعالج بحرارة شديدة، ولا سيما أن هذا الطبيب ما هو إلاَّ كتلة مشتعلة من الحب، وبهذا الحب يعالج مرضاه من المدمنين ويحقق نتائج باهرة.

 خرج خالد مع أقربائه ثم استأذن منهم ليُحصّل بعض الديون من بعض العملاء، وتركه الأقارب وحصَّل ماله، وقال في نفسه لتكن اليوم جرعة الوداع الأخيرة من الهيروين اللعين، فاشتراه وذهب إلى صالة بلياردو ودخل إلى دورة المياه، وتعاطى جرعة الهيروين الأخيرة، وهو لا يتوقع ولا يتصوَّر على الإطلاق ما سيحدث.. لقد أصيب بهبوط حاد في الدورة الدموية ولم يجد من يسعفه كما حدث بالأمس القريب، وقبل إغلاق الصالة الساعة الثالثة صباحًا وجدوا بابًا مغلقًا من أبواب دورات المياه، فأدركوا أن خلفه مأساة، فكسروا الباب ليجدوا خالد ساقطًا على الأرض وقد فارق الحياة.

- يمكن العلاج من المخدرات ، والمدمن يمكنه أن يُشفى تمامًا ويعود إنسانًا جديدًا، فلا نوافق من يقول أن علاج الادمان مستحيل، وإن علاج المدمن بلا جدوى، وأنه كلما تم علاجه يعود إلى إدمانه مرة أخرى، فهذا ما يشيعه تجار المخدرات حتى لا يفكر المدمن في الشفاء، وبالتالي يضمن هؤلاء التجار رواج بضائعهم


هذا هو الإدمان بل هذا هو جانب واحد من جوانب الإدمان.. الإدمان شر على المدمن وعلى الأسرة وعلى المجتمع

المخدرات والشباب قصص واقعية


0 التعليقات:

إرسال تعليق

copyright © 2014 العلاج من الادمان على المخدرات